[ الحلقة الخامسة ]
كنّا بالأمس .. وبعد العودة من ( صن واي لاقون ) .. قد إتفقنا مع السائق "محمد" على أن يذهب في صباح هذا اليوم .. لبرجي التوين تاور .. ليحجز لنا دوراً في وقت الظهيرة .. على أن أتصل به بعد إستيقاظي من النوم ! .. هزّ رأسه - كالعادة - .. وقال جملته المشهورة ( OK OK OK ! ) .. الغريب أني لاحظت أن الماليزين مايقولون " أوكي " مثل العالم ! .. لا ! ، ينطقونها OGAE !! .. عندهم علّه بحرف الـ K
!
بعد أن إستيقظت صباحاً .. وقد فاتني موعد فطور الفندق - كعادتي ! - تناولت هاتفي بعد أن أفطرت فطوراً خفيفاً .. شريحتين من الخبز .. بينهما جبن ! .. وكأس من الشاي !
- الجبن هناك سبب لي أزمة ، نادر تلقاه ! - ، هاتفي يحاول الإتصال بـ " محمد " لكنه لايستطيع ! .. لاأدري لماذا .. يقطع الإتصال قبل أن يرّن ! .. حاولت مراراً .. لافائدة ! ، طيّب نجرّب نتصل على رفيق محمد اللي جابه معه يسوق التاكسي الثاني أمس ! .. نفس الكلام ! ، عرفت أن لامجال للصعود الجسر الذي بين البرجين اليوم ! .. أخبرت الأهل بهذا الخبر .. كاد يومنا أن ينقلب ! .. لكن الوضع هدأ بعدما علموا أن بإمكانهم الصعود في برج المناره ( الإتصالات ) .. وأن بإمكاننا رؤية كوالا من مكان أعلى من الجسر الذي يربط بين البرجين !
.
المشكلة الأولى وأنحلّت ! .. باقي التاكسي ! .. طبعاً كالعادة .. مابدهاااش .. الميدان ياحميدان .. أنزل تحت والوعد مواقف التاكسي .. وأقرب تاكسي وقفـّه ! ، فعلاً نزلنا .. كان نصيبنا مع سائق هندي وقح .. كرهته من أول نظره ! .. لكني أحببت الركوب معه لأخوض التجربة ! .. لاسيما أن المشوار قريب جداً .. ولايستغرق أكثر من عشرة دقائق !
.. إنقسمنا مجموعتين - كالعادة - المجموعة الأولى ذهب مع السائق الثاني .. ومجموعتنا مع السائق الهندي .. حاولت الإحتكاك معه والتعمّق بالحديث .. كان كثيف الشعر .. اللحيه والشارب ! .. كان غلظاً .. موحشاً .. مقرفاً .. بإختصار قلق !
.. لكن يلزمني لكي أرتاح أن ( أطيّح اللي في راسي ) .. بركب معه يعني بركب معه !
، سألته عن ديانته ؟! .. أخبرني أنه هندوسي كما أذكر .. نسيت بقية الأسئلة .. لكن بإختصار .. خرجت بفائدة .. أن الإنسان هذا لايُطاق ! .. الحمد لله إن المشوار كان قصير !
.
وصلنا لبرجي الـ " توين تاور " .. نزلت كلتا المجموعتين .. ماأمدنا نكمّل خطوتين بعد نزولنا .. إلا وسمعت صوت إخوتي .. " تركي تركي ! .. العفش العفش ! " .. إلتفت مباشرة " وش فيه ؟! " .. " نسيناه في شنطة التاكسي ! " ، أوجهت وجهي للشارع لأرمي بصري يمينتاً ويسره .. بحثاً عن ( ابو هنود الحلو ) ! .. وجدته ! .. لكنه قد قطع مسافة كبيرة بعدنا ! .. وهو يمشي الآن مسرعاً مستعداً للدخول للشارع الرئيسي .. !
كل ماذكرته قبل قليل تمّ في أقل من ثلاثة ثواني !
وش الحل ياولد ! .. بدون ماأسأل نفسي هالسؤال .. وبلا مبالغه .. وجدت نفسي أركض وأركض .. ركض غير طبيعي .. يعني من جد وأنا اركض هدّيت شوي .. خفت أني أطير !
.. إستمريت في الركض ثواني معدوده .. لاأذكر بالضبط كم هي ! .. ربما سبع ثواني ! .. الناس في دهشة .. الكل إنتبه .. بعضهم قام ليتبع بصره في هذا الذي يركض ركضاً جنونياً ، لم أكن أدري بذلك .. بل اعلمني أخي محمد بهذا بعد أن رجعت له .. " تركي الله يقطعك فشلـّـتـنـا .. كل الناس قاموا يناظرون ! " .
أدري أن بعضكم الحين يقول .. وش صار عليك .. لحقته والا راح ؟! .. أمداك على العفش والا لا ؟!
هذا ماسوف نتابعه في الحلقه القادمة إن شاء الله !
شوي شوي .. قسم بالله أمزح ! ، توّني ماقضيت
يسّر الله عليّ وأنا أركض .. أنه كان في زحمة بسيطة عند المدخل المؤدي للشارع الرئيسي ، أجبَرَت السائق على أنه يهدّي السرعه .. قدرت أوصل له ولله الحمد .. ( ضربت ) نافذة سيارته بقوة ! ، ألتفت هو .. وبدون مأكلمه فتح شنطة سيارته ! .. كأنه عارف وش أبغى !
نزّلت العفش .. ويازينه من عفش ! .. مايسوى الدوشه كلها هاذي ! .. عربة طفل ! ، سخـّان مويه للأطفال ، شنطة صغيرة .. وبعض البسكويتات ! .. من القهر بغيت أقوله خذهن ورح تكفى ! .. يلاشيخ والله إن لو فيها اللاب توب ! <-- كلّ(ن) على همّه سرى !
رجعت للأهل .. إستقبلني أخوي محمد .. ناولني نظارتي الشمسية .. تلك التي سقطت أثناء ركضي ودون علمي .. ناولني إياها بعد أن قال لي مأخبرته بكم قبل قليل ! - " تركي الله يقطعك فشلـّـتـنـا .. كل الناس قاموا يناظرون ! " - ، نلت بعدها سيلاً من العتاب .. لاأذكر إن كانت هناك شتائم أم لا ! .. كل هذا لأني ( نسيت العفش ) .. ولاأحد تـذكـّر أني ( جبت العفش ) مثل مانسيته !
السائق الهندي الحقير ! ، تصدقون عاد .. كنت أشرب كولا وأنا أتصفح الصور اليوم .. يوم وصلت صورته قسم بالله شرقت ! برجا التوين تور .. عند إقترابنا منهما !كان يوم زيارتنا يومَ سبت .. إجازة مدرسية ! ، صادفنا هالطلاب في زيارة رسيمة كما يبدو من زِيَّـهم !إتجهنا بعد ذلك إلى سوق IMPANG MALL الذي يقع بين البرجين .. تجولنا به قليلاً .. قبل أن ندخل إلى عالم الإستكشاف ! .. أظن أن اسمه كذا ! .. سعر التذكره فيه رخيص مره .. ماأدري بالضبط لكن اللي اذكره أننا دخلنا كلنا
بـ 50 ريجنت تقريباً ! .. طريقته أنه يأخذنا كلنا في عربة وحده جوله لمده خمس دقائق تقريباً .. بعدها تنتقل لمنطقة علميه .. فيها أشياء ومجسمات وألعاب كلها علمية .. فيها شيء من المتعه !
أحد أركان " عالم الإستكشاف " !سوق الـ IMPANG MALL بعدها خرجنا للخارج لإلتقاط صور تذكارية مع البرجين ! .. فعلنا ذلك .. وكانت حقاً من أجمل الصور - لي شخصياً ! - ، بعد نصف ساعة تقريباً من ( صوّر ولاتصوّر .. هات الكاميرا وخذ الكاميرا ! ) .. قررنا أن ننتقل إلى برج الإتصالات ( المنارة ) ، أوقفنا سيارتيّ أجرة .. أصروا ألا ينقلونا إلا بعشرة ريجنتات لكل واحدٍ منهم ! .. رغم قصر المشوار .. وقصر المسافة ! .. إلا أننا ولضيق الوقت قبلنا بذلك ؛ فلم يتبق على الغروب إلا أقل من ساعة !
إحدى صور البرجين ! زاوية أخرى ! وحنّا نمشي في امان الله ! .. شغلّوا النوافير فجأة ! .. لايعلمونك ولاشيء ! لو أحد يغرق طيّب ! صور لبرج المنارة القريب ! إنتقلنا لبرج المنارة .. صعدناه .. كان سعر تذكرتها ..
20 ريجنت للكبير .. و 15 ريجنت للصغير - تقريباً - ، صعدنا لأعلى .. كانت عبارة عن صالة دائرية .. فيها محلات لبيع التحف التذكارية ..
لاتشترون منهم .. أسعارهم أغلى من غيرهم ! .. أذكر ان فيها سوبر ماركت صغير .. يعني لاتشيلون هم الجوع !
، أيضاً يوزعون عليك مشّغل MP3 أوّل ماتدخل .. فيه ملفات تعرض لك أهم معالم ماليزيا بلغات كثيرة .. منها العربية !
كوالا من الأعلى ! الظاهر ماعندهم غير هالملعب ! مباني كوالا .. ! قمة التوين تاور .. ماتقدر تشوفها إلا إذا صعدت برج المنارة !هذا يوزعونه عن الأطفال مع التذاكر ، عبارة عن كرتون مقوّى .. يقرّب الصورة البعيده ! .. مثل فكرة ( الدربيل ) ! - للأمانه الصورة من تصوير أخوي - خرجنا من البرج .. وجدنا أنفسنا مجبرين على العودة بـ خمسة عشر ريجنت للتاكسي الواحد .. هناك شركة تاكسي مسؤولة على هذيك المنطقة .. تروح تقصّ التذكرة من شبّاك التذاكر الموجود أمام بوابة برج المنارة .. بعدها تروح تعطيها لأي سواق موجود .. وهو يوصلك !
.. استغلال عيني عينك !
هكذا .. نكون قد أنهينا يومنا الرابع في كوالا .. كان يوماً خفيفاً ..
وهذا هو التخطيط .. يوم ثقيل - يوم خفيف - يوم ثقيل .. أنصح به كل عائلة ! . أتمنى تكون هذه الحلقة خفيفة ً كـ خفـّة ذلك اليوم !